الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

هـل يـجـوز الـدعـاء لـغـيـر الـمـسـلـم بـالـرحـمـة


سألني أحدهم، هل يجوز الدعاء لغير المسلم بالرحمة، خاصة لو كان شخصا نافعا للبشرية؟
وكانت اجابتي:
نبي الله ابراهيم كان يقول (ربِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
يقول، من تبعني فإنه مني، ومن عصاني، أي عصى نبي الله ولم يتبع دينه، فإنك غفور رحيم.. فالنبي ابراهيم ترك احتمالية ان يغفر الله لمن خالف دينه وكفر به واتبع الأوثان، انها احتمالية.. وربما رجاء.
تكرر الأمر مع عيسى بن مريم في القرآن (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وهذه الآية قالها عيسى بعد أن تحاور مع الله عن من اتخذه وأمه إلاهين من دون الله.. فهو يتحدث عن ناس في رأينا أشركت البشر في عبادتهم لله. ورغم ذلك فعيسى يفتح باب الرحمة والمغفرة واسعا، ولا يقطع بمصيرهم النهائي أنهم إلى النار.. فيقول وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
وعندما كذبوا محمدا أوصاه الله أن يرد عليهم بقوله (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
إن كذبوا النبي محمدا وجحدوا رسالته، فلازال هناك أمل، ولن يعاجلهم بالعقاب الفوري، ويبشرهم برحمة الله، أولا، ويخبر هؤلاء المكذبين أن رحمته أوسع من الجميع، ثم، هو أيضا لا يرد بأسه عن القوم المجرمين. ولم يقل الكافرين، لأن الإجرام ذو صبغة بشرية تختلط فيها أعمال الانسان بعقائده، وليست تصرفا عقائديا محضا.

محمد الدويك





0 التعليقات:

إرسال تعليق